نشأت ل " مصر الآن":"أرض الصومال" و "باب المندب" و "قناة بن غوريون" هو صراع نفوذ إقتصادي وعسكري بحت
قال الباحث في الشؤون الاستراتيجية محمد نشأت إنه انتشرت مؤخراً تحليلات تربط بين أحداث "أرض الصومال" وغزة والممرات المائية بنصوص منسوبة لمخطوطات قديمة (سومرية، مصرية، وهرمسية).
ولأمانة النشر والتوعية، وجب توضيح الحقائق التالية :
أولاً : حقيقة المخطوطات والاقتباسات :
لا توجد بردية مصرية أو لوح سومري يحتوي على عبارات مثل "من يملك فم البحر يملك أنفاس المدن" أو "العبور لا عدد الجيوش".
هذه الصياغات حديثة كلياً وتستخدم مصطلحات سياسية لم تكن موجودة في العصور القديمة.
وأضاف نشأت أن الادعاء بأن اسم "غزة" يعني الضغط أو المنع غير صحيح علمياً؛ ففي كافة اللغات السامية القديمة (الكنعانية والعبرية والأرامية)، "غزة" تعني "القوية" أو "العزيزة".
ثانياً : استغلال "العقيدة" في السياسة :
من الثابت أن قادة جيش الاحتلال يستخدمون أحياناً رموزاً دينية (مثل الإشارة لنبوءات أشعياء) في خطاباتهم، لكن هذا يُصنف سياسياً كـ "بروباغندا" لحشد التأييد الداخلي وليس قدراً محتوماً تمليه المخطوطات.
وأشار إلى أن الاعتماد على هذه النصوص لتفسير الواقع يخدم رواية الاحتلال بمنحه شرعية دينية زائفة لتحركاته الاستعمارية.
ثالثاً : الواقع الجيوسياسي (المنطق البديل)
ما يحدث في "أرض الصومال" أو "باب المندب" أو "قناة بن غوريون" هو صراع نفوذ اقتصادي وعسكري بحت :
- الصراع على الموانئ هو صراع على طرق التجارة العالمية والطاقة، وهو أمر مفهوم في إطار العلاقات الدولية بعيداً عن النبوءات.
وقال أن قناة بن غوريون هو مشروع إسرائيلي يهدف لمنافسة قناة السويس، وهو يواجه تحديات تقنية واقتصادية هائلة، والحديث عنه كـ "نهاية توازن مادي" هو تهويل يصرف الانتباه عن التخطيط الاستراتيجي لمواجهته واقعياً.
ولفت إلي أن تغليف السياسة بالغيبيات والمخطوطات الوهمية قد يُثير الحماس، لكنه يُغيب الوعي عن قراءة الواقع كما هو.
الصراع الحالي هو صراع إرادات، ومصالح، وقوى على الأرض، ومواجهته تتطلب فهماً اقتصادياً وسياسياً دقيقاً وليس انتظاراً لتفسير نبوءة قديمة.


-2.jpg)
